مجموعة أدوات الترابط الاجتماعي
تشكّل مجموعة أدوات الترابط الاجتماعي مورداً شاملاً غايته بناء وتعزيز الترابط الاجتماعي في مساحات التعلّم ضمن المجتمعات المحلّية المتنوّعة. تحتوي مجموعة الأدوات على أدوات تقييم وأنشطة واستراتيجيات يمكن لمختلف الجهات المعنيّة أن تنفّذها على عدّة مستويات بهدف خلق بيئة أكثر شموليةً وترابطاً.
ماذا تتضمّن مجموعة الأدوات هذه؟
تتألّف مجموعة أدوات الترابط الاجتماعي من عدة مكوّنات تسهم مشتركةً بتعزيز الترابط الاجتماعي داخل المدرسة وفي المجتمع المحيط بها. وتُعدّ أدوات التقييم مكوِّناً أساسياً من هذه المكوّنات، وهي تمكّن الهيئة الإدارية والتعليمية من تقييم مستويات الترابط الاجتماعي القائمة ومن تحديد المجالات الواجب تحسينها. إنّ هذه الأدوات ضرورية لإعداد تدخّلات هادفة تلبّي احتياجات محدّدة لمجتمع معيّن.
كما تضمّ مجموعة الأدوات مجموعة واسعة من الأنشطة التي يمكن تطبيقها على مستوى المدرسة من قِبَل مختلف الجهات المعنيّة، ومن ضمنها الهيئة التعليمية وكافة الموظّفين والموظّفات والمعلّمين والمعلّمات. وقد تمّ تصميم هذه الأنشطة لتعزيز التواصل والتفاهم والتعاطف بين المجموعات المختلفة في المجتمع المدرسي ولتشجيع المتعلّمين والمتعلّمات على الانخراط في سلوكياتٍ إيجابية توطّد الشعور بالانتماء. على سبيل المثال، قد تشمل الأنشطة مناقشات بين المجموعات أو تمارين لبناء الفِرَق أو فعاليات ثقافية.
بالإضافة إلى هذه الأنشطة، تتضمّن مجموعة الأدوات استراتيجيات للتفاعل مع المجتمع الأوسع نطاقاً، من خلال مشاريع خدمة المجتمع أو الشراكات مع المنظمات والجمعيات المحلّية. وهكذا فإن هذه الإستراتيجيات تساعد على خلق شعور بالتعاضد وتحديد أهداف مشتركة بين المدرسة والمجتمع المحيط بها.
إلى مَنْ تتوجّه؟
تمّ إعداد مجموعة أدوات الترابط الاجتماعي لتُستخدَم من قِبَل الجهات المعنيّة المتعدّدة ضمن المجتمع المدرسي وهي تشمل الهيئة التعليمية والإدارية والقادة المجتمعيّين، والمدارس، والمنظمات غير الحكومية. وهي ضرورية لأيّ مجموعة تسعى إلى تعزيز الترابط الاجتماعي وخلق بيئةٍ أكثر شموليةً وترحيباً.
يمكن للهيئة الإدارية والتعليمية استخدام مجموعة الأدوات لتعزيز الترابط الاجتماعي داخل المجتمع المدرسي. ويمكن للقادة المجتمعيين والمنظمات غير الحكومية استخدام مجموعة الأدوات للتعاون مع المدارس وتعزيز الترابط الاجتماعي داخل المجتمع الأوسع نطاقاً.
من الضروري استخدام مجموعة الأدوات على كافة مستويات المجتمع المدرسي إذ يضمن ذلك تعاون الجميع لتحقيق هدف مشترك. فمن خلال إشراك الجميع، يمكن للمدارس أن تصل إلى الهدف المرجو ألا وهو تعزيز الترابط الاجتماعي.
كيف تُستخدم؟
إنّ استخدام مجموعة الأدوات يتطلّب التزاماً من جميع أعضاء المجتمع المدرسي. فيجب أن تُعطي المدارس الأولوية للترابط الاجتماعي كقيمة أساسية وأن تجعله أحد أهم محاور رسالتها ورؤيتها. ويمكن للمدارس أن تحرص على إعطاء الترابط الاجتماعي الأولوية القصوى على المدى الطويل من خلال إدراجه ضمن أهدافها الطويلة الأمد.
من المهم أن تستخدم المدارس والمراكز التعليمية والمنظمات الأخرى كافة مكوّنات مجموعة الأدوات للاستفادة القصوى منها. وتكون الخطوة الأولى بتقييمٍ شامل للترابط الاجتماعي يضمّ جميع الجهات المعنيّة ويتم باستخدام أدوات التقييم المُصمّمة لكلّ من المعلّمين والمعلّمات والمتعلّمين والمتعلّمات.
يجب أن يرتكز تحليل نتائج التقييم على مختلف المؤشّرات المُدرَجة ضمن أدوات التقييم. بعد إجراء التقييم الأولي، وعلى المؤسسات أن تقوم بتدريب جميع الجهات المعنيّة على الأنشطة المُدرَجة ضمن مجموعة الأدوات وفقاً للترتيب الذي وردت فيه. في بادئ الأمر، يجب أن تحرص كلّ منظمة على خلق الفرص لجميع الجهات المعنيّة للتعرّف على بعضهم البعض من خلال المجموعة الأولى من الأنشطة ضمن كل قسم. بعد التعرف على بعضهم البعض، يجب العمل على بناء شعورٍ بالانتماء والثقة من خلال أنشطة بناء الفريق.
وضمن المجموعة الأخيرة من الأنشطة التي يجب تنفيذها، يتم العمل على تمكين المتعلّمين والمتعلّمات والهيئة التعليمية وجعلهم أكثر قدرة على التغيير ضمن مجتمعهم. إلى جانب الأنشطة التي تستهدف جميع الجهات المعنيّة داخل المدرسة، توفّر مجموعة الأدوات إستراتيجيات وأدوات للمشاركة المجتمعية تسمح للمؤسسات التعليمية ببناء علاقاتها مع المجتمع الذي تعمل ضمن نطاقه.
أخيرا لا بد من إجراء تقييم مستمرّ عند استخدام مجموعة الأدوات بهدف تقييم مدى فاعلية التدخّلات وتحديد المجالات التي تتطلّب دعماً إضافياً. يساعد التقييم الدوري على ضمان فاعلية وملاءمة مجموعة الأدوات في تعزيز الترابط الاجتماعي مع مرور الوقت.
ما هو الترابط الاجتماعي؟
إنّ مفهوم الترابط الاجتماعي هو مفهوم شامل وديناميكي ومتعدّد الجوانب. قام بدراسته وتعريفه العديد من الخبراء والخبيرات والمنظّمات، وقد ركّز كلٌّ منهم على جوانب مختلفة لهذا المصطلح المعقّد.